عقبات أمام أبطال كمال الأجسام في مصر

Thursday 20 August 2009

عرف الرياضيون المصريون طريق البطولات العالمية في بناء الأجسام منذ الخمسينات من القرن الماضي وشهدت منصة التتويج في بطولات العالم للهواة صعود أسماء مصرية لامعة كان أشهرها توني بولس ومحمد نصر اللذين تربعا على عرش اللعبة على مدى سنوات

وانتشرت آنذاك أساليب المصريين التدريبية وأنظمتهم الغذائية في مختلف أنحاء العالم ولكن الأمر شهد تغييرا نوعيا مع بداية الثمانينات من القرن الماضي حيث دخل العلم الحديث هذه الرياضة مؤثرا بالتالي على طبيعة النظم التدريبية والغذائية ونوعية الفيتامينات والبروتينات أو ما يسميه الرياضيون بالمكملات الغذائية التي يتناولها اللاعبون مما أدى إلى تراجع المصريين لسنوات

وقد أخبرنا أحد الأبطال المصريين في بطولات كمال الأجسام المحلية بأن الوصول إلى البطولات العالمية مسألة مكلفة للغاية من الناحية المادية حيث أن معدلات التغذية التي يحصل عليها لاعب كمال الأجسام تزيد عن الشخص الطبيعي بكثير في كل مكوناتها الأمر الذي يزيد مما ينفقه اللاعب

أما الكابتن محمود حلاوة بطل العالم المصري للشباب في كمال الأجسام لعام ألفين وخمسة فيقول إن صياغة البرنامج التدريبي والغذائي أمر يحتاج إلى دراسة معمقة ففي بداية الدورة التدريبية والغذائية التي تستمر ثلاثة أشهر يبدأ في حساب احتياجاته ومن أي مصادر غذائية سيحصل عليها وفي نهاية هذه الدورة يزن نفسه ليعرف التقدم الذي حققه وهذا هو ما يختلف فيه الأبطال عن اللاعبين العاديين

ولكن المصريين عادوا مرة أخرى في تسعينات القرن الماضي متغلبين بجهودهم الذاتية على السبب الأساسي وراء تراجعهم وهو نقص التمويل المادي وغياب فكرة الراعي التجاري الذي يتولى الانفاق على لاعب كمال الأجسام الذي يتكلف نظامه الغذائي مبالغ طائلة

محمود حلاوة قال لنا إن اللاعب المحترف يحتاج أربعة كيلوجرامات من البروتين لكل كيلوجرام من جسمه يوميا فإذا كان وزنه مائة كيلوجرام مثلا تعين عليه الحصول على أربعمائة جرام وللحصول على هذا القدر الهائل يجب أن يتناول مثلا كيلوجراما كاملا من لحم الدجاج خالي الدهون إلى جانب عشر بيضات وكوب من الحليب مع كل وجبة هذا بالطبع علاوة على المكملات الغذائية التي لا غنى عنها لأبطال كمال الأجسام

ومع هذه النظام الغذائي الدسم يحتاج لاعب كمال الأجسام إلى تدريبات شاقة مرسومة أيضا بأسلوب علمي لبناء عضلاته وزيادة وزنها مع عدم زيادة نسبة الدهون في جسده

الكابتن محمد زكريا بطل العرب وأفريقيا المصري في بناء الأجسام تحدث لنا عن تدريباته فقال إن التدريب يعتمد الأوزان الثقيلة والتكرارات القليلة وتصل فترة تدريب العضلة الواحدة إلى خمسة وأربعين دقيقة مما يعني أن فترة تدريبه تصل إلى ساعة ونصف يوميا على أساس أنه يدرب عضلتين كل مرة

ويفتقر الأبطال المصريون إلى رعاية الدولة وإنفاقها عليهم والشكوى التي يتقدمون بها دائما هي تجاهل المسئولين في الاتحاد المصري لكمال الأجسام لإنجازاتهم واحتياجهم الملح للتمويل للوصول إلى مصاف البطولة العالمية

محمود حلاوة قال إن مشكلة حياة أبطال كمال الأجسام هي أن نفقات هذه البطولة لا تتناسب مع العائد الذي تدره خاصة وأن اللاعب كلما تقدم في مستواه كلما تزايدت نفقاته حيث أن عضلاته كلما كبر حجمها كلما زاد احتياجها للبروتينات والفيتامينات مما يعني أنه سيحتاج للمزيد من الطعام والمزيد من المكملات الغذائية

وإذا كانت رياضة كمال الأجسام من أكثر الرياضات شعبية في مصر فإن الشباب المصري المغرم بهذه الرياضة يمتلك مقومات الوصول للبطولة العالمية فيها ولكنه يحتاج فقط إلى استخدام أحدث تطبيقات العلم الحديث في هذا المجال وإلى التمويل اللازم للسيطرة على بطولات هذه اللعبة سواء على مستوى البطولة أو الاحتراف
فضلا ساهم في نشر الموضوع من أجل موقع أفضل



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

احصل على هذه الإضافة

0 comments:

Post a Comment

إذا أعجبتك التدوينة شاركها ولك جزيل الشكر